حالة

يفتح عينيه التى امتلأت بالاحمرار و كانها كاسات من الدم ممزوجة بذلك السائل الاصفر الذى يدل على الالم و الارهاق ، ينظر الى نافذة غرفته فيجد ان القمر لم يحن وقت مغادرته و انها اللحظات الاولى من الفجر .

يسحب جميع الاغطية عليه و يضع الوسادة فوق راسه محاولاً ان يُمسك ببعض النوم مرة اخرى ، و لكن يمر بعض الوقت قليل لا يستطيع فيه ان يسبح مرة اخرى فى نومه .

يقوم و يعتدل ويجلس فوق سريره محاولاً ان استجماع بعض من قواه التى خارت لما تحمله نفسه من الم و عناء بسبب ما حدث له فى تلك الايام الاخيرة .

يقوم و يفتح نافذه الغرفة و يبدا ان يملأ صدره بهواء الصباح المنعش و الذى اختلط برائحة غرفته الخشبية ، و من ثم يجلس على كرسيه الموجود فى احدى اركان الغرفة و يمسك بجيتاره و يحاول ضبط اوتاره عن طريق المفاتيح  ، و يحاول ان يربطها بحرص لانها قديمة و من الممكن ان تنقطع .

يبدأ فى اللعب على الجيتار بالحان هادئة ، يمزج روحه بما يعزف ، حتى يشعر ان روحه هى التى تعزف ، روحه تعزف و تخرج ما فى نفسه من الم .

يستمر فى اللعب على الجيتار حتى يشعر بمزيد من الارهاق و لكنه يعلم انه لا يستطيع ان يعود للنوم لان التفكير اصبح شبح يسيطر عليه و يقف بينه و بين راحته حائل .

يقوم يركع على ركبيته و ياخذ نفسه بصعوبه ، ثم يبدأ فى الصلاة و يشتكى لربه طالباً ان يشفى نفسه و يعيده الى نومه و يعيطيه سلام حتى تمتلئ نفسه به .

يعود مرة اخرى محاولا النوم حتى يسقط لوقت قصير و يفيق على صوت منبهه المزعج ليدرك ان لابد من خلع المه وتعبه ليذهب الى عمله لتستمر الحياة بشكلها الروتينى .

انتهت