الاعلام يغسل اكثر بياضاً !

 

" اثناء ادارة الرئيس الامريكى وودرو ويلسون الذى انُتخب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية فى عام 1916 ، وفق برنامج انتخابى بعنوان " سلام بدون نصر  "  وكان ذلك فى منتصف الحرب العالمية الاولى .
فى تلك الاثناء كان المواطنون الامريكيون مسالمين الى اقصى الدرجات ، ولم يروا سببا ً لانخراط  او التورط فى حرب اوربية من الاساس . بينما كانت على ادارة ويلسون التزامات تجاه الحرب ، ومن ثم كان عليه فعل شئ حيال ذلك الامر .

فقامت الادارة بانشاء لجنة لدعاية الحكومية تُدعى " لجنة كريل " وقد نجحت تلك اللجنة فى خلال ستة اشهر من تحويل المواطنين المسالمين الى مواطنين تمتلكهم الهيستريا و العطش للحرب ، والرغبة فى تدمير كل ما هو المانى ، خوض الحرب و انقاذ العالم .

و كان هذا الامر بمثابة انجاز هائل ، و قد قاد بدوره الى انجاز اخر ذلك انه بعد وضعت الحرب اوزارها ، تم التوظيف ذاك التكتيك لاثارة هيستريا ضدد الرعب الشيوعى كما كان يُطلق عليه . وقد نجحت الى حد كبير فى تدمير الاتحادات العمالية ، والقضاء على بعض المشكلات الخطيرة ، مثل حرية الصحافة  وحرية الفكر السياسى ، وكان هناك تأيد كبير من وسائل الاعلام ، وكذلك من قِبل مؤسسة رجال الاعمال التى نظمت بل وشجعت هذا العمل ، و كان بصفة عامة نجاحاً عظيماً .

وكان المفكرون التقدميون بين اللذين شاركوا بحماس فى حرب ويلسون ، ولا سيما المنتمين الى مجموعة  جون ديوى – الذين كانوا يتباهون كما يفهم من كتابتهم انذاك – بذكائهم هما الذين سلطوا الضوء على اولئك الافراد فى المجتمع الذين يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء ، وتحديداً هم انفسهم ، لكونهم القادرين على دفع المواطنين المتمردين دفعاً الى الحرب . وذلك باخافتهم واثارة المشاعر القومية المتطرفة ، والوسائل التى اُستخدمت فى ذلك الوقت كانت غير محدودة ، فعلى سبيل المثال كان هناك قدر كبير جيد من الفبركة و التزيف للمذابح التى ارتكبها الالمان ، مثل موضوع الاطفال البلجيكين ذوى الاذرع الممزقة ، وكل تلك الفظاعات التى مزالنا نقرأها فى كتب التاريخ . كل هذه القصص من اختراع وزارة الدعاية البريطانية ، والتى كانت مهمتها انذاك – كما يلقبونها فى التقارير السرية " توجيه فكر معظم العالم " . ولكن الامر الاكثر اهمية هو رغبتهم فى السيطرة على فكر الاكثر ذكاءً فى الولايات المتحددة ، اللذين سيقمون  بدورهم بنشر الدعايا التى خططوا لها ، وتحويل البلد المسالم الى بلد تحكمه هيستريا الحرب ، وقد حدث ونجحوا بالفعل !! "
 من كتاب السيطرة على الاعلام لـ " نعوم تشوميسكى "

ان كنت لا تفهم قصدى حتى الان فدعنى اشرح لك .

هذا السيناريو التى مر عليه قُرابة المائة عام ، يتكرر مرة اخرى و لكن ليس فى الولايات المتحدة بل فى مصر .
تقوم وسائل الاعلام فى مصر بنفس الوظيفة التى كانت تقوم بها "لجنة كريل " فى عهد ويلسون ولكن فى مصر فى عهد السيسى و ليس عدلى منصور ، وهى غسل ادمغة المصريين المسالمين وتزيف الحقيقة التى يرونها  امام اعينهم .

فعلى سبيل المثال بدأت وسائل الاعلام الافاقة المملوكة لرجال الاعمال ، بتزيف الحقيقة التى كانت امام مرآى ومسمع الجميع فى مجزرتى "ماسبيرو " و " محمد محمود " ، فبدأت تقول ان الاخوان هم من ارتكبوا تلك المجزرتين و ليست الشرطة الطيبة او الجيش الكيوت !
 وفى الواقع ان كل من حضر او راى تسجيلات تلك المجزرتين يرى ان قوات الامن هى من قتلت واخذت نور عيون الكثير فى محمد محمود ، وان عساكر الجيش المصرى هم من قتلوا ودهسوا المسيحين فى ماسبيرو .

مستمرون فى اثارة الذعر بين المصريين ضدد كل من هو ملتحى على انه منتمى الى تنظيم الاخوان ، فبدأ يُقتل الكثير من الملتحين او التحرش بهم فى وسائل الموصلات و كذلك المنقبات وحتى ان كانوا غير مؤيدين للاخوان او حتى متعاطفين معهم .

صعد الكذابين والمنافقين ومعدومى الانسانية والضمير بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية ينشدون مهللين بعظمة وطريقة الفض المثالية التى كانت طبقاً للمعاير المثالية .
 وماهى المعاير المثالية ايها الافاق التى تجعلك تقتل كل هولاء البشر؟؟ دون علمك من المسلح او غير المسلح ؟!! ولم نسمع احدهم يتحدث عن التقصير الامنى الكارثى وتعرض الالاف المسيحيين و خصوصاً فى الصعيد الى حرق منازلهم وكنائسم ونهبها .

وفى وسط هذا الزخم من الكذب نراهم يزعموا ان حرب على الارهاب ضرورة مُلحة و ان بلاد تتعرض الى مؤامرة كبيرة ، وبذلك نرى انهم قضوا على الكثير من المشاكل مثل حرية الصحافة فنرى مقالات تُمنع من النشر او يتحول كاتبيها الى التحقيق لمجرد انهم انتقدوا ربهم الاعلى " السيسى " و غلق برامج مثل " البرنامج " الذى يقدمه باسم يوسف . و القبض على الكثير من النشطاء و الحكم عليهم بالسجن واقتحام منزلهم وانتهاك حقوقهم الشخصية ، و وضع مواد فى الدستور تعيق الحرية مثل مادة اتاحة المحاكمات العسكرية للمدنيين و اعلام المنافقين يدافع عن تلك المادة وكانها امه التى لم تلده . و القضاء ايضاً على الكثير من الاضرابات العمالية زعماً منهم ان منظميها منتمين الى الاخوان .

ويستمر الاعلام فى غسيل ادمغة المصريين يومياً حتى اصبحوا متعطشين اكثر للدماء ولديهم رغبات قومية منحرفة تجعلهم يرددوا كلمات مثل " اطحن وافرم يا سيسى " و "ويستهلوا ايه اللى يوديهم هناك " و " دول عايزين الحرق " و "حكوك انسان ايه؟ احنا فى حرب " و" ربنا ينصر جيشنا فى الحرب على الارهاب" مع استمرار الاعلام فى التحقير من حقوق الانسان ، و الاستمرار ايضاً فى احتقار اللاجئين الاجانب والتحريض عليهم  و بالاخص السوريين و الفلسطينين و كانهم كلهم منتمون الى حماس و الاخوان .

ارجوك شغل عقلك ولاتسمع الى ارائهم حتى لا تصبح خروف بلا عقل منقاد وراء مشاعرك التى يلعبون عليها الان . 

تعليقات

المشاركات الشائعة